تقديم العرض الشرفي للمسرحية التاريخية “سفينة كاليدونيا” على ركح المسرح الوطني
قدم المسرح الجهوي لتيزي وزو, أمس الخميس بالجزائر العاصمة, العرض الشرفي الأول لمسرحية “سفينة كاليدونيا” المنتجة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة
وعرضت المسرحية التاريخية “سفينة كاليدونيا” على ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي, في إطار العروض المنتجة بمناسبة سبعينية ثورة التحرير المجيدة, حيث كتب نصها مغزوشن بلقاسم وأخرجها يسعد عبد النور, وتدور أحداثها بمنطقة القبائل خلال القرن التاسع عشر, وتبرز مقاومة الشعب الجزائري للاستعمار الفرنسي الذي جند كل وسائله الإجرامية واللاإنسانية على غرار نفي المقاومين إلى كاليدونيا الجديدة.
وفي قالب تراجيدي تطرق العرض لقصة مقاومة السكان بمنطقة القبائل للمحتل الفرنسي منذ السنوات الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر, باعتبارها استمرارية للمقاومات الشعبية الأولى التي شهدتها العديد من مناطق الوطن.
ورغم موضوعها التاريخي البحت, إلا أن المسرحية أخذت طابعا ملحميا وغنائيا حينما امتزجت مع لوحات كوريغرافية من تصميم خديجة قميري التي اختارت حركات راقصة انسجمت مع موضوع العمل الفني, ومنحته تنسيقا لا يتعارض مع سينوغرافيا العرض التي كانت من توقيع حمزة جاب الله.
وقد تمكن حمزة جاب الله من هندسة الفضاء الركحي, بتوفير ع ناصر جمالية تم توظيفها تدريجيا, مثل المنسج العملاق وخيوط الصوف المغزولة و الشموع والسفينة والشراع وغيرها من العناصر التي ظلت تظهر وتختفي على الخشبة لتزيد من فعالية المشهد المسرحي الذي تلقاه الجمهور في شكل لوحات متتالية تبدو مستقلة عن بعضها البعض لكنها منسوجة بخيط واحد من البداية إلى غاية نهاية المسرحية.
كما أن الكتابة الركحية للنص حاولت أن توازن بين المشاهد التي تتحاور فيها الشخصيات باللغة الأمازيغية والمشاهد التي تعتمد أكثر على التعبير الجسدي ووصف الموقف الدرامي المدعوم بموسيقى من تأليف اسماعين خالدي.